اعلام المعهد /داليا فاروق
نظم قسم الادارة الصحية في المعهد الطبي التقني المنصور حلقة دراسية عن (مناهج البحث العلمي )
تهدف الحلقة الى تعريف المشاركين بخطوات إعداد
منهج البحث العلمي وعن الطرق المقننة والمنظمة التي يسلكها الباحث في معالجة أية مشكلة من مشكلات المعرفة كشفاً واختراعاً أو تدليلاً وبرهاناً متفقاً مع الأسلوب والطريقة التي تناسبه .
ان الفرق بين العلم والمعرفة : أن المعرفة هي مجرد المعلومات التي تصل إلى الإنسان بدون تمحيص أو تدليل أو برهنة . أما العلم فهو المعرفة المنظمة المصاغة بشكل قواعد وقوانين تم التوصل إليها بواسطة الأسلوب العلمي السليم الذي يجعل الإنسان على يقين من مدى صدق معارفه مهما يكن مصدره .
تضمنت الحلقة الدراسية معرفة
خطوات إعداد البحث العلمي
تنحصر خطوات إعداد البحث العلمي في :
أولاً : اختيار موضوع البحث .
ثانياً : أعداد خطة البحث .
ثالثاً : جمع المصادر والمراجع .
رابعاً : جمع المادة العلمية .
خامساً : صياغة وتوثيق البحث .
سادساً : فهرسة المراجع .
أما شروط اختيار موضوع البحث فهي:
أولاً – الجدة والابتكار : فلا يختار موضوعاً قد بحث فيه أو سجل به من قبل , لكي لا تعم ظواهر الاتكال والسرقة الأدبية والعلمية .
ثانياً – الرغبة : فلا بد أن يكون الموضوع مما يرغب فيه الباحث رغبة تحثه على البحث الجد والإبداع المفيد وتأصيل الشخصية, ولذا يجب على الطالب أن يسأل نفسه قبل اختيار الموضوع الأسئلة الآتية :
1 – هل أحب موضوعي وهل أميل إليه؟ وهل هو مشوق بما فيه الكفاية ؟
2 – هل في طاقتي أن أقوم بهذا العمل ؟
3 – هل من الممكن إعداد رسالة عن هذا الموضوع ؟
4 – هل يستحق ما يبذل فيه من جهد, ذهنياً أو جسدياً أو مادياً ؟
5 – هل من الممكن إعداد البحث خلال المدة المحددة له ؟
6 – هل من الممكن تغطية البحث التغطية الكاملة ؟ وهل من الممكن إيجاد المادة الكافية ؟
ثالثاً – الدقة والوضوح :
فيجب أن يكون الموضوع دقيقاً في تناوله للأفكار وواضحاً في معناه, والأعلى المراد لا لبس فيه ولا غموض .
رابعاً – التحديد اللفظي , حيث لا يكون طويلا مملاً ولا قصيراً فحلاً .
خامساً – المصادر والمراجع : فيجب التأكد من توفر مصادره حتى لا يذهب وقته وجهده عبثاً, وقد يضطره الوضع إلى تغيير الموضوع بعد قضاء وقت وجهد طويلين .
الخطوة الثانية : إعداد خطة البحث :
( 1 ) عنوان البحث :
وهو أكثر تحديداً من الموضوع , وقد يكون العنوان هو الموضوع نفسه , ويشترط فيه أيضاً :
( أ ) الجدة والابتكار . ( ب ) الدقة والوضوح . ( ج ) التحديد اللفظي .
( 2 ) مقدمة البحث :
وتشمل عناصر عديدة :
( أ ) التعريف بالبحث : بحيث يأتي الباحث فيه بتعريف واف موجز بموضوع البحث والمشكلات التي يثيرها.
( ب ) غرض البحث : أي الهدف الرئيسي والدوافع التي تكمن من وراء إعداده .
( ج ) الدراسات السابقة وعلاقتها الوثيقة والنفع الذي تقدمه للبحث .
( د ) منهج الدراسة : وتشمل الخطوات والطرق والأساليب المعنوية والمادية المستخدمة .
( هـ ) أهمية البحث : يذكر فيها الأسباب والمبررات التي تستند إليها أهمية البحث .
( و ) الشكر والثناء : لجميع الجهات والأشخاص المادية والمعنوية التي ساهمت في إعداد البحث.
( 3 ) الأبواب والفصول وعناوينها :
ينقسم البحث إلى أبواب ثم إلى فصول, ثم مباحث ثم مطالب ثم فروع ثم بنود , ولا بد من ذكر عنوان أو تعريف لكل باب وفصل, وتحديد عدد الأبواب والفصول أمر متروك للباحث يحدده تبعاً لموضوعه , وليس من الضروري التماثل بين أعداد الفصول , وإنما يجب التناسق والترابط بين عناوين الأبواب والفصول وبين عنوان البحث الرئيسي.
4 - الخاتـمـة
يذكر فيها الباحث خلاصة سريعة للبحث , وكذلك النتائج والأفكار الرئيسية المستخلصة أو التي توصل إليها في بحثه . وكذلك الآراء التي أبداها أثناء كتابته . تلك الآراء التي تترسخ فيها شخصية الباحث ومركزه العلمي .
تعديل خطة البحث :
وتناولت الحلقة الدراسية
أنواع البحوث العلمية ومناهجها
تنقسم الأبحاث الكاملة باعتبار منهج البحث إلى نوعين :
1_ أبحاث نظرية .
2_ أبحاث علمية تجريبية .
( أ ) الأبحاث النظرية : هي أبحاث تعالج مشكلات فكرية واجتماعية وعقدية , وتجرى غالبا في مجالات الأديان والفلسفات والآداب والتاريخ وسائر الدراسات الإنسانية, ولها أنواع كثيرة , نكتفي بذكر هذه الأنواع الرئيسية :
1_ أبحاث في مجال الدراسات الإسلامية مثل : التفسير والحديث والعقيدة والفقة وأصوله ... ألخ .
2_ أبحاث في مجال الأديان بصفة عامة .
3_ الأبحاث الفلسفية والفكرية .
4_ الأبحاث اللغوية والأدبية .
5_ الأابحاث المتعلقة بالظواهر الشائعة في المجتمعات .
6_ الأبحاث الاقتصادية والإدارية .
7_ الأبحاث التاريخية .
8_ الأبحاث التربوية والنفسية .
9_ المباحث الجغرافية والفلكية وكل ما يتعلق باالظواهر الطبيعية والجوية .
مميزات الأبحاث النظرية :
تتميز الأبحاث النظرية بتعدد النظريات بسبب تدخل الرأي الشخصي فيها , وكذلك تتميز هذه الأبحاث بالتفرع السريع لها أيضاً , كما هو في علم النفس وعلم الاجتماع وغيرهما من العلوم .
منهج البحث في العلوم النظرية :
تعتمد هذه الأبحاث على المنهج العقلي المنطقي الاستنباطي , والمنطق هو العلم الذي ينظم التفكير البشري , ويضع القوانين التي تعصم الأذهان من الوقوع في الخطأ . فالباحث الذي يريد أن يكون بحثه سليماً لا تناقض فيه ولا تضارب يجب أن يلم بقوانين هذا العلم ويسلم بها , وهي أربعة :
1- قانون الذاتية : ويعني ثبوت ذاتية الأشياء وعذم تغييرها واختلاطها .
2- قانون عدم التناقض : ويعني عدم اجتماع الشيء وذده في شيء واحد , في آن واحد , ومن جهة واحدة . وباتباع هذا القانون يتجنب الباحث من الاضطراب في بحثه , بإثبات فكرة ما في موضع ونفيها في موضع آخر , مثلاً .
3- قانون الثالث المرفوع : ويعني أن الشيء إما صواب وإما خطأ , لا يخلو من أحدهما , وليس هناك وجه ثالث .
4- قانون التعليل : وهو تفسير أسباب الحوادث والظواهر .
5-
(ب) الأبحاث العلمية التجريبية : وهي الأبحاث التي تجري في المجال الذي تحكمه الظواهر المحسوسة . مثل : العلوم الطبيعية , والكيمياء , والفلك وغيرها . وتعتمد هذه الأبحاث في الغالب على المنهج التجريبي الذي يعتمد على الملاحظة الحسية وعلى المعمل والتجربة والمختبر , ولكن ينبغي أن يعلم أن التجربة المعملية ليست الأساس الوحيد للمعرفة العلمية , بل المنهج العقلي الاستنباطي والرياضي أيضاً معتمد كثير من هذه العلوم وفروعها . فينبغي للباحث في مثل هذه المجالات أن لا يقصر نظره على المعمل والمختبر والتجربة في كل ما يشكل عليه . وعليه أن يعلم أن لكل حقيقة منهج بحثها الملائم , وأن المنهج التجريبي دائرته ضيقة , وذلك أن هناك مناهج عامة ومناهج خاصة .
فالمنهج العام هو الذي يصلح للحقائق المادية واللامادية معاً , وهو المنهج العقلي المنطقي .
أما المناهج الخاصة فهي كثيرة , منها : منهج البحث التجريبي , الذي لا يصلح إلاّ لدراسة الماديات , ومنها : منهج المسح ودراسة الحالة , ومنهج البحث التاريخي , والمنهج الإحصائي , وغيرها من المناهج الكثيرة .
وهناك المقالات والتقارير والبحوث الدراسية , وإنما اعتبرت من البحوث الناقصة , لأنها لا تصل إلى مستوى الأبحاث الكاملة , بل يتميز عنها من نواحي عديدة :
أولاً : لا تضيف البحوث الناقصة جديداً للمعرفة الإنسانية , وإنما هي مجرد دراسة أو تلخيص لموضوع أو مشكلة قام ببحثها عالم معين , بينما البحث الكامل يجب أن يكون أكثر من اقتطاع بعض أفكار الآخرين .
ثانياً : لا يلتزم كاتب المقالة بقواعد وإجراءات البحث التي يلتزم بها الباحث عند كتابة بحثه .
ثالثاً : الغرض من المقال هو التيسير على القراء وإطلاعهم على النتائج بطريقة مباشرة ومختصرة. أما الأبحاث الكاملة فهي موجهة لطبقة خاصة ولها أسلوبها الخاص .
رابعاً : تحتاج البحوث الكاملة إلى قدرات واستعدادات خاصة لا تتوفر في الغالب في كاتب المقال والبحوث الناقصة .
كما تطرقت الحلقة الى معرفة
صفات الباحث
فالبحث عملية إنتاج وإبداع وخلق وابتكار , تحتاج إلى موهبة, وليس بمقدور كل إنسان القيام بها, وينبغي أن يعلم أن التفوق الدراسي لا يعني التأهيل لهذا العمل. بل قد يكون عكس ذلك. وإذا وجدت الموهبة عند طالب ما يجب استغلالها ولا تنميتها والوصول بها إلى المستوى المطلوب والاستفادة منها .
هناك صفات ينبغي أن يتحلى بها كل باحث نوجزها فيما يلي
حب الاستطلاع والرغبة المستمرة في البحث والتقصي فهو مفتاح هذا العمل الذي لايتصور الدخول فيه بدونه ولذا على الباحث ان يصرف من وقته قدرا كافيا للقراءات والاطلاع والفهم والتعمق في موضوعه وان يلم بكل ماكتب في هذا
حاضر في الحلقة الدراسية ال.ا.م السيدة مي حمودي عبدالله التدريسية في قسم الادارة الصحية وحضرها عدد من اساتذة ومنتسبي المعهد